وكالة أنباء الحوزة - قال السيد طاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مصر خلال مقابلة مع مراسلنا: لم تحقق الحركات الوطنية العربية التحرر الكامل في نهضتها ومحاولاتها الاستقلال الكامل من الاستعمار الغربي البغيض للدول رغم أن بعض الدول حررت أراضيها إلا أن الاستعمار استمر تواجده من خلال العقول والفكر والثقافة، وهذا كان ظاهرا بصورة جلية في بعض الدول، والتى ما زالت تبعيتها لأمريكا كنظم سياسية، وعندما فجر الإمام الخميني العظيم الثورة الإسلامية انطلقت بلا حدود ولا قيود إلى كل أشراف العالم من المخلصين ضاربة كل مستكبر متكبر، والتف حولها الجميع رافعين راية الوحدة الإسلامية.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: ما هو دور آية الله الخميني (ره) في بث روح جديدة في الحركات السياسية والاجتماعية المعاصرة؟
في الحقيقة إننا لو تحدثنا عن المصلحين السابقين على مر التاريخ الإسلامي وحتى قيام الثورة الإسلامية المباركة نجد أن الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) هو أحد أبرز الشخصيات الإسلامية التي كان لها دور عظيم لم يسبقه إليه أحد، فقد فاق كل الإصلاحيين والمصلحين، حيث إن الإمام وضع قواعد وأسسا شكلت نموذجًا فريدًا أحدث تحولاً في كافة المجالات برؤية إسلامية محمدية مستنبطة من نصوص القرآن الكريم لأعظم مشروع إسلامي إصلاحي لخلق إنسان نموذجي قادر على جميع التحديات متفردًا به، بحيث إنه قدم هذا المشروع المتجدد لينهض بالأمة في كل أحوالها وبنيانها ومجالاتها، وعليه فقد تناولته جميع الحركات الإسلامية السياسية بقلوب وعقول وأرواح وعت أمرها، وتعرفت على طريقها، وعلمت حبيبها من عدوها بعد أن كانت منهارة القوى ومشتتة الأفكار ومتقطعة بها السبل من خلال آراء غير مكتملة من المفكرين السابقين، والذين لم يستطيعوا دمج الدين بالسياسة، فجاء هذا النور الخميني الساطع من هذه القاعدة الثابتة التي انطلقت من القرآن الكريم وأهل البيت الأطهار عليهم السلام؛ لكي يكون نموذجا فريدا من خلال قواعد شرعية آتت ثمارها وفوائدها، وعادت راية العزة والكرامة للإسلام كاملة مكملة سياسياً ودينياً واجتماعياً واقتصادياً قوية ليس فيه نقطة ضعف واحدة.
الحوزة: كيف تمكّن آية الله الخميني (ره) من حثّ الشعوب لمواجهة الهيمنة الغربية والشرقية والدعوة الى انهاء تبعية العالم الثالث للاستكبار العالمي؟
لم تحقق الحركات الوطنية العربية التحرر الكامل في نهضتها ومحاولاتها الاستقلال الكامل من الاستعمار الغربي البغيض للدول رغم أن بعض الدول حررت أراضيها إلا أن الاستعمار استمر تواجده من خلال العقول والفكر والثقافة، وهذا كان ظاهرا بصورة جلية في بعض الدول، والتى ما زالت تبعيتها لأمريكا كنظم سياسية، وعندما فجر الإمام الخميني العظيم الثورة الإسلامية انطلقت بلا حدود ولا قيود إلى كل أشراف العالم من المخلصين ضاربة كل مستكبر متكبر، والتف حولها الجميع رافعين راية الوحدة الإسلامية.
الحوزة: لماذا أكد آية الله الخميني (ره) أن "القدس" يجب ان تتصدر القضايا الاسلامية والعربية؟
لقد من الله تعالى على إمامنا العظيم روح الله الخميني رضوان الله تعالى عليه بنفحات ربانية، وبركات محمدية علوية فاطمية حسنية حسينية، فلا يرى إلا برؤية مراد الله تعالى من خلال الدستور السماوي، وأنوار أهل البيت عليهم الصلاة والسلام مستبينًا ومستنبطا مع ضرورة جمع أمة الإسلام على القضايا الأساسية الإسلامية، ومن أهمها قضية القدس، والتي كان لها أهميتها الكبرى في فكره، وهي المحور والركيزة الأساسية، كما حفز الهمم للنهوض بالأمة الإسلامية ضد كل مستكبر محتل أرهب أمتنا واستحل أرضها، فكان من الضروري أن تكسر شوكة هؤلاء الطغاة من أول يوم من قيام الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة بإغلاق سفارتي امريكا وإسرائيل بطهران، وتحويل الثانية لتصبح سفارة لفلسطين استكمالاً للقضاء على الطغاة، والذي كان عميلهم الشاه الإيرانى، وتوجيه أول ضربة قاصمة لظهر الاستكبار، فتوجهت الأنظار والقلوب والأرواح لرؤية الإمام، وأحيت روح المقاومة الإسلامية في الدول العربية والإسلامية.
الحوزة: كيف تقارن مواقف ومنهج القيادة لآية الله الخامنئي وآية الله الخميني (ره) ؟
الإمام الخميني وضع القواعد الأساسية، وسيدنا الإمام الخامنئي سار بهذا النهج المستقيم، وانطلق بها وبكل قواعدها إلى كل أرجاء العالم وبكل قوة حيث أصبحت أكبر من أي قوة موجودة مستكبرة على وجه الأرض داعمة لجميع الحركات الإسلامية مناهضة لكل من حاول إضعاف المسلمين، ومن خلال قوة وقدرة الحكومة الإسلامية وفق مبدأ "ولاية الفقيه" السيد القائد الخامنئي (دام ظله) قاد حرب الحصار منتصرا على كل دول الاستكبار حتى أصبحت الجمهورية الإسلامية أكبر قوة إسلامية. هذا بالإضافة إلى مواجهة الأفكار الغربية الهدامة، والتى تغيرت بسببها الكثير من نظم ودول عربية حتى أسقطوها بحجة التمدن.
الحوزة: هل استطاعت الثورة التي أطلقها آية الله الخميني (ره) أن تحقق قضاياها وأهدافها وشعاراتها وكيف ترى تاثيرها على المنطقة؟
قبل أن نتحدث عن تحقيق أهداف الثورة الإسلامية هناك أمر ضروري نتحدث فيه، وهو أن الإمام الخميني العظيم وقواعد وأسس الثورة الإسلامية منطلقة من من نصوص وأسس واحكام مستنبطة من القرآن الكريم، والذي فيه العصمة والنجاة ورؤية أهل البيت الكرام المعصومين عليهم السلام الذين هم سفينة نجاة الأمة، والمسئولون والأمناء على الناس أي كل الناس ليس لديانة أو فرقة أو مذهب، أي أن هناك ارتباط وثيق بمراد الله تعالى في أرضه وتنفيذ أمره وأمر رسوله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام مما يجعل للثورة الإسلامية الإيرانية قواعدها الإسلامية الثابتة.
وانطلقت الثورة الإسلامية الإيرانية بكل قواها للقيام بدورها الكبير في تنفيذ أهدافها الأساسية، وكان أهم أهدافها من قول الإمام علي عليه السلام: (كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا)، فأغلقوا سفارتي أمريكا وإسرائيل، وجعلوا الأخيرة سفارة لدولة فلسطين، ومن هنا بداية الانطلاق لإسقاط المستكبرين والطغاه بعد سقوط العميل الصهيوأميركي الأكبر ما يسمى بالشاه، ومن هنا بدأ التطور الاقتصادي والعلمي وفي جميع المجالات لنهضة إسلامية حديثة متجددة على مستوى العالم.
وفي الأخير: إن قيام الثورة الإسلامية بإيران بمنهاجها وعدالتها كشف للجميع أن الثورات التى حدثت في العالم ما هي إلا إرهاصات لا قيمة لها على أرض الواقع، ولم تغير وتضيف للإنسانية شىء، فلم تقف بجانب مظلوم أو مقهور، ولم تقاوم ظالما استضاف ونهب الشعوب المستضعفة بل إن غالبية الثورات المزعومة سلبت قوت الشعوب وقامت على أنقاض الأمم.
فتحية مباركة للثورة الإسلامية المظفرة على يد الإمام العظيم الخميني، ونصر الله وأيد ولي أمر المسلمين السيد الخامنئي، وجدد على طريق الخير خطواته، والتي أنهت الدور الصهيو أمريكي في المنطقة بأثرها، وجمع كلمة المسلمين سنة وشيعة على روح المقاومة الإسلامية التي فاقت قوتها قوى الاستكبار في العالم والأنظمة التابعة لها وليعلم الجميع ان كل نصر لدينا من عاشوراء الإمام الحسين (ع).